أيام قليلة تفصلنا عن الانتخابات البرلمانية المقبلة، والتي من المتوقع أن تشهد اقبالا أعلى من الانتخابات الماضية، حيث تشير نتائج استطلاع مركز نماء للاستشارات الاستراتيجية أن نسبة الاقبال على الانتخابات البرلمانية المقبلة ستبلغ 38.82٪، أي حوالي 1.7 مليون ناخب وناخبة، ومن بينهم، سيصوت حوالي 1.1 مليون للقوائم الحزبية. 

وهناك ارتفاعا طفيفا، ولكن مهما، في النسبة المتوقعة للمقترعين في الانتخابات النيابية المقبلة عند المقارنة مع استطلاعات سابقة نفذها مركز نماء أيضا، بما فيها استطلاع نفذه المركز في شهر أيار الماضي، وذلك بمقدار 3.85 نقاط. ففي استطلاع أيار 2024، كانت النسبة المتوقعة قد بلغت 34.97٪، بينما بلغت 26.07٪ بحسب استطلاع شباط 2024 و26.58٪ في شهر آب 2022، أي قبل عامين.

وعند تحليل النسبة المتوقعة للمقترعين الناخبين بحسب بعض البيانات الديمغرافية، تشير نتائج استطلاع مركز نماء أن النسبة ستبلغ 43.6٪ من الناخبين الذكور، مقارنة ب34.5٪ من الناخبات الإناث.

ولم تكن أعلى نسبة متوقعة من نصيب الناخبين الشباب، بل كانت من نصيب المقترعين من الذين يبلغون 51-60 عاما، تليها 40.7٪ من الذين يبلغون 26-30 عاما، وبعدها 38.8٪ من الذين يبلغون 41-50، و38.2٪ من الذين يبلغون 18-25 عاما، و33٪ من الذين يبلغون 61 عاما فما فوق، وأخيرا 32.6٪ من الذين يبلغون 31-40. 

وبالنظر إلى المحافظات، جاءت المفرق في الطليعة بنسبة اقتراع متوقعة بلغت 83.6٪، بينما كانت النسبة المتوقعة الأدني في العاصمة بـ20.6٪. وكانت النسبة المتوقعة في الطفيلة ثاني أعلى نسبة حيث بلغت 79.4٪، تليها الكرك بنسبة بلغت 68.1٪، ومعان بنسبة بلغت 66.3٪، والعقبة بنسبة بلغت 64.7٪، وعجلون بنسبة بلغت 64.6٪، وجرش بنسبة بلغت 59.8٪، ومادبا بنسبة بلغت 52.9٪، والبلقاء بنسبة بلغت 45.8٪، واربد بنسبة بلغت 45.1٪، والزرقاء بنسبة بلغت 25.4٪.

وتشير النتائج أيضا أن الاقبال على الاقتراع في محافظات الجنوب سيكون الأعلى بالمقارنة مع الأقاليم الأخرى، بمعدل بلغ 69.6٪، مقابل معدل 63.3٪ في محافظات الشمال، و36.2٪ في محافظات الوسط.

وبما أن قانون الانتخاب حدد نسبة الحسم، أو العتبة، بـ2.5٪ للقائمة الحزبية، سيحتاج الحزب السياسي إلى حوالي 42,500 صوت كحد أدنى لكي ينافس على مقاعد مجلس النواب، مقارنة بالعدد المتوقع بحسب استطلاع مركز نماء السابق في شهر أيار والذي بلغ حينها 37,500. وكان مركز نماء قد شدد على صعوبة الوصول لهذه العتبة، كون أن هذا العدد المقدر من الأصوات المطلوب لاجتياز عتبة المنافسة (حوالي 42,500) ستحتسب من العدد الكلي المتوقع للمقترعين (1.7مليون تقريبا) وليس بناء على العدد المتوقع من الذين سيصوتون للقوائم الحزبية (1.1مليون تقريبا).

أما لو كانت نسبة العتبة ستحتسب من العدد المتوقع من الذين سيصوتون للقوائم الحزبية، فإن العدد المطلوب من الأصوات للتمكن من المنافسة سيكون وقتها 25,204 صوتا، أي أن هنالك فرق بمقدار 17,641 صوتا ستشكل بالفعل عبئا إضافيا على الأحزاب. وعليه، فإن تخفيف هذا العبء سيكون ممكنا في حال تمكنت الأحزاب خلال الأيام المقبلة من اقناع المزيد من الأردنيين على انتخابهم عند التوجه لصناديق الاقتراع. 

وتجدر الإشارة أن نفذ مركز نماء الاستطلاع على عينة احتمالية عشوائية منتظمة عنقودية طبقية متعددة المراحل، بلغ حجمها النهائي المكتمل 2045 مستجيب ومستجيبة أردنيين تم مقابلتهم بشكل وجاهي في الفترة ما بين 17 و29 من شهر آب 2024، مع هامش خطأ بلغ ±2.5٪ ومعدل ثقة بلغ 95٪.